اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلامٌ على سليلة المصطفى والمرتضى
وعلى ابنة سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة
وعلى السيدة الطاهرة الصابرة المتحسرة على رؤية والدها الحسين ورحمة الله وبركاته
السيدة الجليلة فاطمة العليلة عليها السلام بنت الإمام الحسين عليه السلام
أنها واحدة من قصص بنات الإمام الحسين التي تقرح القلب وتبكي العين دما
جمع الحسين (ع) رجاله و عياله ليغادر مدينة جده رسول (ص) ، فقدم العباس (ع) الفرس لأخيه و قرة عينه الحسين (ع) و ركب بنو هاشم جميعاً ورفع العباس رايته ، فعلت أصوات بنو هاشم بالبكاء و النحيب ثم ساروا قاصدين كربلاء ... لكن لم ترحل معاهم ، أكبر بنات الحسين (ع) فاطمة الكبرى بسبب مرضها وإذا بها ترى دار أبيها قد خلت من الأهل والأحبة، استوحشت وزحفت إلى أن وصلت باب الدار، وإذا بها ترى بنو هاشم مستعدين للرحيل فصاحت: أبه! إلى أين عني ؟
رجع الإمام الحسين و حاول أن يصبرها فقال لها : بنيه! إذا وصلنا مكان الاستقرار أبعث إليك عمك العباس و أخاك علياً الأكبر يحملانك إلينا. قالت: لا يا أبه! إن نفسي تحدثني أن لا لقاء بعد هذا اليوم، هذا آخر لقاء ، لكن مرضها لم يسمح لها بالذهاب فودعت أباها المظلوم و عمامها و عماتها و أخوتها لكن بأي حال تودع ، ساعد الله قلبك يا سيدتي يا فاطمة العليلة .
بقيت فاطمة العليلة تبكي ليلها ونهارها وبين ساعة وأُخرى تنظر إلى تلك الدار الموحشة الّتي خلت من أهلها، فكتبت كتاباً إلى والدها الحسين (ع) و أعطته إلى أعرابي كان يريد الذهاب إلى أرض العراق.
أخذ الأعرابي كتاب فاطمة بنت الحسين (ع) ليوصله إلى أرض كربلاء يوم عاشوراء بعد قتل الأصحاب وبني هاشم، فسأل عن الحسين (ع)، فوجد الحسين (ع) وحيداً لا ناصر له ولا معين ، فسلمه الكتاب. فتح الإمام الحسين (ع)الكتاب وإذا به من ابنته فاطمة العليلة ، فبكى بكاءً شديداً وجاء عند الهاشميات صاح: يا زينب! يا سكينة يا أُم كلثوم هلممن، فلقد وصل الكتاب وعظم المصاب، فصاحت زينب: أما المصاب فها نحن فيه، إذاً ممن الكتاب، قال: هذا كتاب من ابنتي فاطمة، فبكت الهاشميات وقرأ الرسالة سألت عن عمها العباس و أخوتها علي الأكبر و عبد الله الرضيع و أولاد عمومتها لكن من منهم في تلك الساعة كان حياً يرزق سوى الحسين (ع)
مما قيل عن لسان حالها عليها السلام
يا وحشة الدار – من بعد الاطهار
أتمنَّه لو يمهم – بعيوني اخدمهم – يا ربي سلِّمهم
من شر الاشرار
أنه ابدار الوحي اتربّيت – ابويه حسين ربّاني
ابزغر سنّي ويعلِّمني – اعله درب الصبر دلّاني
إصبري ايگلي يا طفله – طلع وابصبره وصّاني
إخذ كل اهلي من يمّي – وحيده ابداري خلّاني
سار الظعن سار – وابمهجتي النار
يا ربي يا حسبي – إرحمني يا ربّي – وارحم هظم گلبي
من شر الاشرار
إلهي يا إله الكون – يمن ليك الأمر يرجع
وسيعه جروح البگلبي – ولكن رحمتك أوسع
دعيت ابكسرة الخاطر – اجيتك أدعو بالمدمع
أريد لوالدي اترجعه – ابسلامه وكل هلي ترجع
شت عگلي واحتار – ما ظلت افكار
واسع الرحمه – يا دافع النقمه – إحفظ ابو اليمه
من شر الاشرار
أهيم ابمشرعة ليلي – وأطش اعله النجم همّي
وأتلمَّس ظلام الليل – أدوِّر عالگمر عمّي
أمس متنومسه ابظلَّه – اشوفه الليله مو يمّي
إحرسه يا إله الكون – وإرحم لوعتي وهظمي
ليل الوكت جار – ونجومه أشفار
ادعيت ابگلب هايم – يا ربي يا دايم – إحرس گمر هاشم
من شر الاشرار
غسل وجه الفجر دمعي – ومزجت الليل بالحسره
مكان الاكبر اگبالي – أشوفه وتطفح العبره
اگول هنا علي الاكبر – يگعد وأگعد ابكتره
علي ومن أنده بإسمه – يضمني ابلهفته لصدره
وين الأخو صار – ما وصلت اخبار
عالفرگه ما أگدر – يا من تزيل الشر – احفظ علي الأكبر
من شر الاشرار
أحس اهداب عيني ارماح – خذَتْ من عيني ضي عيني
لا غفوه اكسِرت جفني – ولا لهفه تصحّيني
عگب عبد الله صار الموت – مهد والهم يناغيني
خياله ما برح عني – يصبِّحني ويمسّيني
وهمومي أشجار – تسگيها الاعبار
لعبد الله ما أنسه – عني اختفت شمسه – يا خالق اتحرسه
من شر الاشرار
الليالي بكل دواهيها – عليَّ ابزوم تتوثَّب
عليله وللدمع موگد – لهيبه ابعيني يتنشَّب
لسكينه أنتحب مرَّه – ومرَّه لعمِّتي زينب
وأبد ما چنت اظن عنّي – رقيه اختي تتغيَّب
أتلمَّح آثار – ربّات الخمار
يا يوم الآگيهن – وين انشد اعليهن – يا ربي حاميهن
من شر الاشرار
الدمع يتسابگ اويه الهم - على الوجنات يتهامل
عليَّ الموت يتخطَّف – وعليَّ البين يتحامل
كل هذي وبعد آمال – عندي والگلب ما مل
وبعدها عيوني مشبوحه – وعلى الركبان تتأمَّل
ولكل ظعن مار – اتشخَّص انظار
وأدعو بگلب لاهب – يل طاعتك واجب – سلِّم بني غالب
من شر الاشرار
ساعد الله قلبكِ سيدتي ومولاتي وعظم الله أجركِ
المصدر دموع الأبرار
نسألكم الدعاء